والحقيقة أن هناك افتراض ثالث، وهو أن العيد هو نتيجة التماسك في الأمة من جهة، ويلعب بعد تكوّنه في إعادة التماسك في الأمة وتقويته وتعميقه وتجذيره وتوسيعه من جهة أخرى.
وقد يستمر هذا الدور حتى وصول الأمة إلى ذروة الهوية والتماسك الاجتماعي الذي لا يكسره أي عامل اجتماعي.
هذه حكاية عيد الفطر نفسها، فقد جاء الدين وأوجد تماسكًا اجتماعياً كأمة، فتولد هذا العيد العظيم في سياق هذا التماسك (وفي إطار التشريع الإلهي) وبعد أن تولد فقد حمل وظيفة خلق المزيد من التماسك للأمة في سياق حركته في التاريخ وفي المجتمع.
غير أنه يجب أن يكون لدينا اعتراف بأننا نحن المسلمين لم نول الاهتمام المتوقع منا تجاه هذا العيد، فلم ننتبه، لا للأصل الاجتماعي الذي نشأ فيه هذا العيد، (ولم نعرفه حق معرفته)، ولا للعمل الموضوع على عاتق هذا العيد في توحيد الأمة واللعب بالأدوار الاجتماعية الأساسية في بلورة وازدهارها.
فلم ننظر لا الى المساحة الوحدوية التي نشأ فيها ولا الى المساحة التي يجب توفيرها حتى يعيد هذا العيد إنتاج التماسك في الأمة!
فتعظيم الشعائر تعظيم لها بكل حقيقتها وظروفها لا تعظيما لصورتها وقالبها فقط.
بقلم الباحث الديني الايراني "الشيخ أحمد مبلغي"