ایکنا

IQNA

الإفطار الجماعی .. أحد خصائص المجتمع السودانى فى رمضان

15:12 - July 05, 2014
رمز الخبر: 1425930
الخرطوم ـ إکنا: ما یزال شهر رمضان یحتفظ بخصوصیته فی السودان، ولاسیما محافظة السودانیین على عادة الإفطار الجماعی خارج المنازل، حیث یخرج عدد من الأشخاص کل یحمل مائدته إلى مساحة خالیة وسط الحی أو إلى الطرق أو المساجد بغرض دعوة عابری السبیل والمساکین والفقراء.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه یکشف المجتمع السودانى خلال شهر رمضان عن عاداته الأصیلة وتقالیده الراسخة التى تجسد قیم المحبة والتواصل الإجتماعى وتنم عن التجانس بین أفراده.
وفى المناطق الطرفیة للعاصمة السودانیة الخرطوم، وعلى طول الطرق التى تربطها بأقالیم السودان المختلفة تنتشر تجمعات الإفطار الرمضانى التى تضم فی العادة الرجال والصبیة من أهل البیوت المتجاورة على جانبی الشارع.
وقبل مغیب الشمس، یقوم الشباب بتجهیز المکان المعد للإفطار وذلک بأن یفرشونه بما تیسر من مفروشات وفق المستوى المالی لأهل الحی، وقبیل أذان المغرب یجلس الرجال فوق هذه المفارش، بینما ینهمک الشبان فی إحضار الصوانی التی تحمل طعام الإفطار.
ویشکل تناول الإفطار عادة اجتماعیة أصیلة فیها الکثیر من قیم التعاون، حیث یحضر کل شخص طعاماً من منزله، وتختلط الأوانی جمیعاً بحیث لا یمکن أن تعرف من جلب هذا أو ذاک، ویأکل الفقیر والغنی من الطعام ذاته، ویکون هذا الطعام متاحاً للفقراء ویشارکهم الذین لا یدرکون طعام الإفطار أو ینقطع بهم السبیل مع موعد الإفطار.
وتعد موائد رمضان فی السودان سانحة للتعارف بین الجیران، حیث تمتد جلسات الانس التى یسمیها السودانیون "الونسة" إلى أذان العشاء، وربما یصلی من تبعد منازلهم عن المساجد فی المکان ذاته.
ویقول المواطن "عماد الدین احمد بابکر" وهو من سکان منطقة "االخوجلاب" والتى تقع على بعد 22 کیلو متر شمال الخرطوم: هذه من مآثر رمضان فى کل انحاء السودان اذ یحرص الناس على تناول افطار رمضان خارج البیوت، هذه عادة اجتماعیة ورثناها من أجدادنا، انها تشیر الى تکافل المجتمع وتماسکه وکرمه.
ویضیف: فى هذه المناطق الطرفیة من العاصمة یحرص السکان على الخروج للافطار فى الشارع العام، ودعوة الفقراء وعابرى الطریق الى تناول الافطار معهم، لا یوجد هنا من یفطر داخل منزله، وان فعل فانه سیکون منبوذاً من المجتمع الذى یرى أن عدم الخروج للشارع عار اجتماعى.
ویتمیز شهر رمضان بالسودان بروح الجماعة التی تسود ‏ ‏فی المجتمع وازدیاد الروابط الاجتماعیة بین الافراد، وتقویة أواصر الاخوة والتواصل والتکافل.
ویقول المواطن محمد حاج الزین: نحن ننتظر رمضان عاماً بعد آخر لممارسة هذه العادة الاجتماعیة التى ورثناها من آباءنا واجدادنا.
ورغم حرص المجتمع السودانى على المحافظة على تقالیده فى رمضان ومنها الافطار الجماعی فى الشوارع العامة، ألا أن بعض شرائح المجتمع أخذة فى التخلى شیئاً فشیئاً عن تقالیدها الراسخة.
ویلاحظ المراقب لحرکة المجتمع فى السودان أن فکرة الافطار فی الشارع قد بدأت تنکمش وتقل وخاصة فی المجتمعات الحضریة، مع بقاءها فى المجتمعات الریفیة والاطراف النائیة للعاصمة الخرطوم.
ویقول الأستاذ نور الهدى أحمد: للأسف لقد بدأت هذه العادة الإجتماعیة فى الإنحسار والتلاشى، وأخذ البعض یفضل الإفطار داخل المنزل وهذا ما لم یألفه المجتمع.
ویضیف أن موائد الإفطار التی کنا نجدها فی العهد غیر البعید تزین الطرقات والأزقة العامة نجدها قد إختفت وخاصة فى الأحیاء فوق المتوسطة وهذا یعتبر بعدا عن التعاضد وروح التکافل.

المصدر: arabic.people.com

کلمات دلیلیة: سودان ، رمضان ، الإفطار ، تقالید
captcha